زهرة الفردوس مشرف
عدد المساهمات : 1011 تاريخ التسجيل : 21/01/2010
| موضوع: زوجى تغير السبت يناير 01, 2011 10:18 pm | |
| زوجي تغير «1»
الحياة الزوجية رباط مقدس وآية من آيات الله عز وجل فالزوجة هي السكن (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها)، وهي المودة وهي الرحمة (وجعل بينكم مودة ورحمة) وهي الصاحبة بالجنب، وهي كاتمة السر، وهي الحافظة بالغيب هي ما حفظت سوى الوفاء ولا ادخرت سوى الفضائل وهي بكل فخر شرف العفاف أعدت مفخرة المنازل وهي اللباس «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن»، والتعبير القرآني اللطيف الرفيق يصور هذه العلاقة تصويرا موحيا، وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس لتكون حياة هادئة مستقرة مفعمة بالحب والحنان والرومانسية، وهنا تأتي الحياة بيد الإنسان ليعكر المودة والصفو والرحمة فتتغير الحياة بعد راحة وتمل بعد مودة وتتراجع بعد إقبال، فيقل حب الزوج لزوجته، وتتلاعب بالحياة الزوجية أمواج النكد ورياح العكننة، وهنا لا بد من رصد أسباب تغير حب الزوج لزوجته بعد مرور الوقت وتقدم السن، بعد أشهر من حياة رومانسية بلا مشاكل. هنا نضع بين يديك الأسباب ولا نتركك بلا حل، فنرسم بعد رصد الأسباب لوحة مشرقة للعلاج وروشتة بالفيتامينات والمقويات الرومانسية التي تهدأ من العواصف الحياتية والزلازل الزوجية لتعيد لنا البهجة والحياة والصفو، لننهي على نشيد الزوجة المكلومة طال السهاد وأرقت عيني الكوارث والنوازل لما جفاني من أحب وراح تشغله الشواغل يا أيها الزوج الكريم وأيها الحب المواصل ما لي أراك معاندي ومعذبي من غير طائل لم ترع لي صلة الهوى وهجرتني والهجر قاتل
فمن أسباب تغير الزوج: 1 - غياب مفهوم الحياة الزوجية. ينتشر بين البعض من الشباب، أن الزوجة هي عبارة عن متاع فقط عبارة عن جسد فقط يعتقد البعض أن الحياة الزوجية خادم (الزوجة) ومخدوم (الزوج) أمير (الزوج) ومأمور (الزوجة) وحاكم (الزوج) ومحكوم (الزوجة). لا يفهم ويستوعب أن الحياة الزوجية شراكة وتوزيع أدوار وأداء مهام وواجبات وحقوق، وهنا عند مخالفة مفهوم الحياة الزوجية الخاطئ لدى الزوج يتزلزل الحب ويتعرض لأعنف الضربات القاضية. 2 - الانتقال من مرحلة الخيال والتمني إلى مرحلة الواقعية والتي تسمى «أزمة التوقعات العالية». كان الزوج يعيش في خيال الكلمات وعذب الآهات، كان يتمنى ويحلم بالزوجة الهادئة المطيعة الحالمة الراقية، وهي بالفعل التي اختارها، ولكن هنا يدخل الواقع فكان لا يراها إلا متجملة متزينة، كان لا يراها إلا معطرة ومهندمة لم يراها أو لم يتوقع أن يرى هذه الزوجة بعمل المنزل ولم يراها بتربية الأبناء ولم يراها منشغلة برضاعة الابن أو تلبيسه وتحميمه، هو مازال يعيش الخيال وفتاة الأحلام، فلم يضع في مخيلته تغيرات الزمن وعوامل التعرية الحياتية وكيميائية الأحداث الأسرية فيقل الحب ويتراجع. 3 - النمطية اليومية للحياة الزوجية. تقع الزوجة في مسألة الروتين اليومي وتكرار شكل الحياة الزوجية فالروتين.. عمل بلا تجديد.. بلا ابتكار.. الروتين.. تنفيذ الأشياء بطريقة واحدة متكررة.. الروتين لا يحتاج لتفكير.. وهو أشبه ما يكون ماكينة تصنع شيئا واحدا فقط.. وهنا يحتاج الزوج لتجديد في الشكل في الديكور حتى في الأحاديث وفي المشاعر، فالروتينية تميت الإحساس والإلف يولد البلادة العاطفية، لأن كل شيء كما هو ساكن كامن فيسكن الحب ويتراجع الإحساس ويتغير الزوج ويثور، وقد تكون الثورة داخلية فيتحول إلى الزوج الصامت والخرس الزوجي. 4 - الخلل في تركة الحب بداية الزواج يحتل قلب الرجل حب الزوجة فقط تفرغ لها يعمل من أجلها يدخل السرور عليها يتفنن في إيقاظ المشاعر، ولكن بعد أشهر عدة يزاحم هذا القلب حبا آخر، شخصا آخر، الابن المولود الجديد الذي طالما انتظر هو، طالما حلم به، فيأخذ المولود جزءا من تركة الحب، وجزءا ليس بالهين من وقت الرجل، وعند عدم انتباه الزوج لتلك القسمة يحدث الانصراف التدريجي عن حب الزوجة والعاطفة الجياشة التي كانت متقدة من قبل. 5 - الرومانسية اللفظية تعود الرجل قبل الزواج على الكلمات الرومانسية الناعمة والمكالمات التليفونية الرقيقة الرقراقة، ومع هذا التعود لم يتعلم ويتدرب على الرومانسية الفعلية، رومانسية الممارسات فيدخل الزوج معترك الحياة الجدية، ويصدم أو بالأجدر تصدم الزوجة بأنه كان كلاما معسولا، كان حرثا في الماء وبناء في الهواء. وللحديث تتمة. زوجي تغير «2»استكمالا لما عرضناه بالمقال السابق حول تغيرات الزوج وتقلباته من هذه الأسباب 1 - الفردية الحياتية عندما يعمل الرجل بعقلية التسلط وتغليب الجانب الذكوري يميل لحب الذات وتقدير الذات فيريد أن يكون هو المهيمن على القرار الراغب في التنفيذ يهرب من سلطان الأب وتحكم الأم ليترك لحياته التحرك بلا ضابط وبلا رقيب فيهمل الزوجة ويشبع الجانب الفردي لديه كل شيء من أجله هو وله هو وهو فقط. 2 - الأنانية الاجتماعية يتزوج الرجل ويصيبه داء تطوير ذاته اجتماعيا وعلميا والزوجة كما هي أو تتراجع فيحدث اتساع كبير وهوة شاسعة بين مكانة الرجل اجتماعيا ومكانة الزوجة فيبدأ ــ كثير من الحالات ــ في التعالي والتفاخر وينسى تلك الزوجة المسكينة الكادحة الجندي الخفي لنجاحه وهنا لا بد للزوجة أن تنتبه وتستيقظ لتنمي نفسها وترتفع سواء بسواء ليس للتناطح والتدايك ولكن للتوافق والتكافؤ حتى لا يتغير الحب وتتغير نفسية الرجل فهو من عشاق الكفاءة. 3 - ذكريات الماضي غير الصحية. نتيجة لبعض الانفلات التربوي والتميع في فهم التعامل مع الجنس الآخر نجد البعض يقع في كثير من العلاقات غير الصحيحة والصحية فهو يتعامل تحت ضغط مجتمع لا يقبل بتلك العلاقة يعيش أحيانا كثيرة علاقة تعمقت أو تسطحت من طرف واحد أناني فيتمرس على ذلك فيدخل حياته الزوجية الجديدة وذكريات الماضي تلاحقه لم يتعود على علاقة جنسية ذات طرفين أو علاقة عاطفية ذات طرفين تعود على إشباع حاجته هو فقط دون النظر لزوجته فتشعر هي بعدم توافق عاطفي ويظن هو ببرود عاطفي وفتور رومانسي فيتغير وينفلت عاطفيا في كثير من الأحيان. 4 - اغتيال فقه الأولويات الحياة الزوجية جزء من حياة المجتمع وصورة مطابقة لتفاعلاته وأنماطه والناظر للمجتمع بمختلف مستوياته نجده مضيعا لفقه الأولويات ومراتب الأمور، وكذلك الزوج يحدث عنده مفهوم خاطئ فيقدم المهم (وقت إضافي) على الأهم (الحياة الزوجية) يقدم النفل (الخروج مع الأصحاب) على الفريضة (تربية الأبناء) وهكذا يهتم بفرعيات أمور الحياة الزوجية ولا يدخل في التفاصيل والكليات والأمور المهمة. 5 - لتباين الجنسي وعدم فهم العلاقة الحميمة تبدأ الحياة الجنسية كبدايات المشاعر والأحاسيس حلوة مزدهرة متفتحة حياة جدية جميلة كلها بهجة وسعادة، ولكن مع تلك البهجة والسعادة تحتاج لتفاهم لرقي تحتاج اعتناء وتحتاج توافقا، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقع أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: ما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام». أي يعلم النبي الصحابة كيفية التوافق الجنسي، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام «ثلاثة من العجز»، وذكر منها أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها، ويقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجتها منه (رواه الديلمي في كتابه سند الفردوس). وعندما يشعر الزوج بالنقص في نقطة عدم قدرته على إشباع زوجته يبدأ يقف من شريكته موقف المهاجم المستنكف غير الراضي المنتقد لكل موقف ولكل حادثة يعلو صوته ويهيج من أتفه الأسباب ويزمجر وهنا يأخذ التغير منحنى سريعا وجارفا قد يؤدي لنهاية الحياة الزوجية. 6 - عمى الألوان الزوجي أحيانا ينتقل عمى الألوان إلى عمى في المشاعر والتصورات والكلمات فهو يرى أن (تحصيل المال) لون باهج للمرأة وبديل (لقائد الغرام) يرى أن (حسن مظهره) لون شديد السرور والوهج وبديل (للمسة حانية) يرى أن (اهتمامه بأولاده) لون باهر وبديل (لقبلة ساخنة) عدم رؤية الألوان على حقيقتها وتصوراتها وما تنم عليه مهم ومؤثر في طبيعة الزوج وتغيراته فللزوج أن يركب نظارة ليعيد الألوان إلى طبيعتها بحياته الزوجية. 7 - ثقافة شهر العسل هذه الثقافة تدعو بأعلى الأصوات كل زوج بأن يتغير بعد الشهر وبعد العسل لتصبح تلك الأيام الأول ذكرى وتاريخ بحياة الزوجة ونسيا منسيا يقول الزوج لزوجته انتهى شهر العسل سنبدأ صفحة جديدة مملئة بالأسى والحزن والآهات واللكمات، بعدما كان يتغنى لها بشعر نزار قباني إذا مرًّ يومٌ ولم أتذكر ................... به أن أقول صباحكِ سكرْ فلا تحزني من ذهولي وصمتي.......... ولا تحسبي أن شيئاً تغير فحين أنا لا أقول .................... أحب ..فمعناه أني أحبكِ أكثر إذ ما جلستِ طويلا أمامي ................كملكةٍ من عبيرٍ ومرمر أحبك فوق المحبة ................ لكن دعيني أراكِ .. كما أتصور فأصبح يولول ويخرج عن نطاق الذوق والرقة يا هيه بقولك شي قبل ما أمشي ....وأخليك عساك ما تنعم بحياتك ............وماضيك وعساك في حادث منه .......تروح رجليك آمين آمين آمين يا ربي..... يا عل وعساك وعساك ما تسمع من........ حولك يناديك أنا الذي بيدي رفعتك........ وبيدي بوطيك تحت القدم بحطك........ واتوطاك وأنساك وأنسى غرامي معك........ وأنسى تعاليك | |
|