- الصارم المسلول كتب:
- بارك الله فيكم ونفعنا واياكم
ونسأل الله العلم الموصل اليه سبحانه
اللهم ارزقنا الاخلاص
نعم حقًّا! هذه هي؛ فـ"الخلاصُ في الإخلاصِ".
ولقد ذكّرْتَنِي -أخي- بقولِ سهْلٍ: "ليس على النفس شيئٌ أشقَّ من الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيبٌ".
لكنّي أريد أن أنبّه عن شيئ تذل فيه الأقدام؛ وهو: الخلط النكد بين شوب الرياء وبين روم المصلحة في العمل.
حتى تجد من يُبطل عملَ المرء؛ لقصد المصلحة، وليس ثَمّتَ رياء. وهذا يقع فيه أكابر الدعاة في هذا الزمن!. وأبطلوا أعمال النّاس.
والنجاة في ذلك؛ إنما هو السير على خُطى السَّلف؛ فإن الرياء مبطل للعمل ولو كان قليلا على خلاف طلب مصلحة مع الإخلاص فكل بقدره، فإذا وجدتَ من يقول: إنّي أصلي لله، وكي تهدأ نفسي، فيقول أحدُهم لك: لقد بطلت صلاتك.
وهذا حيف شديد وبعد عن فهم السلف، وإنما الواجب أن يُقال: تؤجر على قدر نيّتك لله، ويؤخذ منك على قدر مصلحتك، وأما رياؤك فهو يبطل عملَك بالكلية ولو كان حقيرًا، وأما إذا جاءك في وسط عملك ففيه تفصيلٌ عند أهل العلم.
وأما أحاديث من أراد بجهاده عرضًا من الدنيا، أنه لا أجر له؛ هي محمولة على أنه لم يكن له غرض في الجهاد إلّا الدنيا.
وقول أحمد: التاجرُ والمستأجر والمُكاري أجرهم على قدر ما يخلُص من نيّتهم في غزاتهم، ولا يكونُ مثل من جاهد بنفسه وماله لا يخلِطُ به غَيرَه.
وأقوالُ أهل العلم كثيرة في هذا الباب، والأصل الصون عن الإسهاب هنا؛ إذ ليس ذا موضعه.
وهذه هي المجالس التي شُرحت في الغرفة -تُرفع تباعًا- واللهم نسألك الإخلاص والأجر:
http://www.minbarahli-altre.com/vb/forumdisplay.php?f=60