الصارم المسلول مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 444 تاريخ التسجيل : 14/01/2010
| موضوع: ـاأرقى مايتعلم الانسان الإثنين مارس 14, 2011 6:10 pm | |
|
أن يتــعلم .. أن يستــمع لكل رأي ويحــترمه وليــس بالضــرورة أن يقتنــع به ..
أن يتــعلم.. أن يبكــي فالبكــاء راحة للنفــوس شرط أن يمســح دمعــته قبل أن يراهــا الآخــرون..
أن يتــعلم.. أن لا يســرف بحــزنه وفرحه لأن الحــياة لا تــتم على وتيــرة واحــــدة ..
أن يتــعلم.. أن لا يتدخــل فيمــا لا يعنيــه حتى ولــو بالإشــــارة..
أن يتــعلم.. أن الصــداقة عطــاء ثــم عطــاء ثم عطــاء ولكــن من الــطرفين ..
أن يتــعلم.. أنه عندمــا يغــيب المنــطق يرتفــع الصــراخ..
أن يتــعلم.. أن يتــحمل المســؤولية مهــما عظــمت طالــما تصــدى لهــا بــكل إرادتــه الــحرة ويتحمل كــافة نتائجــها..
أن يتــعلم .. أن يحــزن كثــيراً عندما يقــول وداعا لأي صديــق فقد يكون وداعاً لا لقــاء بعــــده..
أن يتــعلم .. أن لا تكــون نهاية علاقتــه مع الصديــق هي بداية كرهه له فقــد تنتــهي المحــبة ولكن يبقــى التقدير والإحتــــرام..
أن يتــعلم .. أن يكــون النجــــم الذي يقضــي عمــره من أجــل بث النــور للجمــيع دون أن ينتــظر من أحد رفــع رأسه ليقــول شكــــراً
| |
|
الهدى مشرف
عدد المساهمات : 180 تاريخ التسجيل : 18/11/2010
| موضوع: رد: ـاأرقى مايتعلم الانسان الأربعاء مارس 16, 2011 9:05 pm | |
| شكر على ما كتبت معلومات جميله والحمد لله بنعمل بيها ويارب نثبت عليها ونستمر يارب | |
|
أبو المعالي الرئبالي عضو نشيط
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 21/06/2010
| موضوع: ما هذا يا رجل؟! الأحد مارس 20, 2011 12:02 am | |
| ما هذا يا رجل؟! ما هذا التِّبْرُ الذي يتلألأ في سماء أفقك؟! ما هذا الرُّضَابُ الذي يلاث من أَرْيِ حبرك؟! فإن كلامك لم تزل نعام القلوب إليه زفافة ، ورياح الآمال حوله هفافة ؛ وعيون الأفاضل نحوه روامق ، وألسنتهم بتمنيه نواطق ؛ فليت لك العربية وما فصح من لغاتها ، وملح من بلاغاتها ؛ وما سمع من الأعراب في بواديها ، ومن خطباء الحلل في نواديها ؛ ومن قراضبة نجد في أكلائها ومراتعها ، ومن سماسرة تهامة في أسواقها ومجامعها ؛ وما تراجزت به السقاة على أفواه قلبها ، وتساجعت به الرعاة على شفاه علبها ؛ وما تقارضته شعراء قيس وتميم في ساعات المماتنة ، وما تزاملت به سفراء ثقيف وهذيل في أيام المفائنة ؛ وما طولع في بطون الكتب ومتون الدفاتر من روائع ألفاظ مفتنة ، وجوامع كلم في أحشائها مجتنة .
مالك تتكلم عن "الخِلْمِ"؟! و"الْخِلْمُ": الصَّديقُ الصَّادقُ الخالِصُ. لكن أين هو؟! أين هذا الخلمُ؟! ماذا أقول؟! وماذا أكتب؟! أأكتب ما يفجع القلب، ويدمع العين، ويقرح الكبد. إنها الفاجعة التي أصابت الكثير، وانماع الخبر، فأصبحوا يَتَرَهْمَسُونَه. فإن من أصابه فَقْدُ خِلانه؛ أَسِيَ، وَشَجِيَ، وَشَجِنَ، وَتَرِحَ، وَوَجَدَ، وَكَمِدَ، وَكَئِبَ، وَاكْتَأَبَ، وَاسْتَاءَ، وَابْتَأَسَ، وَجَزِعَ، وَأسِفَ، وَلَهِفَ، والتَهَفَ، وَالْتَاعَ، وَالْتَعَجَ، وَارْتَمَضَ. وَأُوْرَثَهُ الأمْر حُزْناً، وَحَزَناً. وَأَشْعَرَهُ مَضًّا، وَجَوىً، وَحُرْقَة، وَلَوْعَة، وَلَذْعَة، وَغُصَّة، وفَجْعة، وَحَزازة، وَوَجَدَ لَهُ مَسًّا أَلِيمًا، وَمَضًّا مُوجِعًا، وَلَوْعَةً مُؤْلِمَةً. وَتَقْطَّعَ حَسَرَاتٍ، وَتَصَدَّعَ زَفَرَاتٍ، وَتَسَاقَطَتْ نَفْسه غَمًّا وَأَسَفًا، وَتَقَطَّعَتْ أَحْشَاؤُهُ حُزْنًا وَلَهَفًا، وَزَفَرَ زَفْرَةً كَادَ يَنْشَقُّ لَهَا، وَتَنَفَّسَ تَنَفُّسًا تَظُنُ أَنَّ ضُلُوعَهُ تَنْقَصِفُ مِنْهُ. وَأَخَذَهُ الْمُقِيمُ الْمُقْعِدُ، وَأَخَذَهُ حُزْنٌ تَنْقَضُّ مِنْهُ الْجَوَانِحُ، وَوَجْدٌ تَنْفَطِرُ لَهُ الْمَرَائِر، وَغَمٌّ يُذِيبُ شَحْم الْكُلَى، وَهَمٌّ يُذِيبُ لَفَائِف الْقُلُوبِ. وَرَأَيْته وَقَدْ تَبَيَّنَ الأَسَى والْكَمَد فِي وَجْهِهِ، مُتَهَضِّمًا (مُتَكَسِّرَ الْوَجْه مِنْ الْحُزْنِ)، كَاسِفَ ومُكَفَّأَ الْوَجْهِ، مُطْرِقَ وخَاشِعَ الطَّرْفِ، نَاكِسَ الْبَصَر، مُتَطَأْطِئَ الْهَامَّة، قَلِقَ الْخَاطِر، مَشْغُولَ الْقَلْبِ، مُضْطَرِبَ الْبَال وكَاسِفَهُ، مَكْرُوبَ النَّفْس، مُنْقَبِضَ الصَّدْرِ، لَهِيفَ الْقَلْب، وَقِيذَ الْجَوَانِح. وَقَدْ كَظَمَهُ الْحُزْنُ، وَأَغَصَّهُ وَأَشْرَقَهُ وَأَجْرَضَهُ بِرِيقِهِ، وَأَشْجَاهُ بِغُصَّتِهِ، وَأَشْرَقَهُ بِدَمْعِهِ، وَخَنَقَهُ بِعَبْرَتِهِ، وَلاعَ قَلْبُهُ، وَلَعَجَ فُؤَادَهُ، وَأَرْمَضَ جَوَانِحَهُ، وَأَصْلَى ضُلُوعَهُ، وَاسْتَوْقَدَ صَدْرَهُ، وَضَرَّمَ أَنْفَاسَهُ، وَمَزَّقَ أَحْشَاءَهُ، وَفَطَرَ مَرَارَته، وَفَتَّ كَبِدَهُ، وَأَسْخَنَ عَيْنَه، وَأَطَارَ نَوْمَهُ، وَأَرَّقَ جَفْنَه، وَأَقَضَّ مَضْجَعَهُ، وَأَطَالَ لَيْلَه. وَقَدْ ضَافَهُ الْهَمُّ، وَتَضَيَّفَتْهُ وَاسْتَضَافَتْهُ وَتَأَوَّبَتْهُ الْهُمُوم، وَطَرَقَتْ مَضْجَعَهُ، وَضَافَ الْهَمّ وِسَادَهُ. وَإِنَّ فِي صَدْرِهِ نَجِيَّة قَدْ أَسْهَرَتْهُ، وَبَاتَ يَتَقَلَّبُ عَلَى الْجَمْرِ، وَيَتَقَلَّبُ عَلَى الْقَتَادِ، وَبَاتَ يَتَجَرَّعُ غُصَص الْكَرْب، وَيُعَالِجُ بُرَحَاء الْهُمُوم. وَقَدْ أَصْبَحَ حَيْرَانَ يَمِيدُ بِهِ شَجْوُهُ، وَظَلَّ نَهَارَه مُتَبَلِّدًا؛ أَيْ مُتَلَهِّفاً يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ وَيُصَفِّقُ، وَظَلَّ مُتَلَدِّدا. واِحْتَضَرَهُ الْهَمّ، وَخَلَجَهُ، وَخَالَجَهُ. وَقَدْ هَامَ فِي أَوْدِيَهِ الأَحْزَان، وَأَخَذَ فِي شِعَابِ الْهُمُومِ، وَتَاهَ فِي بَيْدَاءِ الْفِكَرِ. فوَا أَسَفَاه، ووَا لَهْفَاهُ، ووَا لَهْفَتَاهُ، ووَا جَزَعَاه، ووَا حُرّ قَلْبَاهُ، ووَا مُصِيبَتَاهُ. ولكن لما علمت المخلص؛ فقَدْ أَطْلَقَ نَفْسِي مِنْ عِقَال الْهَمّ، وَنَضَا عَنِّي شِعَار الْغَمّ، وَأَطْفَأَ حَرّ كَبِدِي، وَأَذْهَبَ بُرَحَاء صَدْرِي، فقَدْ سَرَى الْهَمُّ عَنِّي، وَانْسَرَى، وَانْسَلَى، وَتَسَلَّى، وَانْكَشَفَ، وَانْفَرَجَ. فقد قيل لأحدهم: "كيف أنسك بالصديق؟". قال: "وأين الصديق، بل أين الشبيه به، بل أين الشبيه بالشبيه به؟". وسئل أبو المتيم الرقي: "كيف حالك مع فلان؟ قال: نتداوى بالرياء إلى أن يفرج الله، والعجب أن المؤونة علينا في الصبر على هذه الحال أغلظ من المؤون لو تصافينا، إلا أن التصافي لا يكون مني وحدي، ولا منه وحده، ولعله يتمنى ذلك مني، كما أتمنى ذلك منه، ولكن لا يطابق ذلك مطابقة لحيلولة الزمان، والفساد العام، وغلبة ما لا سبيل إلى تغييره.. وقيل لرويم: "ما الذي أقعدك عن طلب الصديق؟ قال: "يأسي من وجدانه". وقيل لأعرابي: "ألك صديق؟ قال: أما صديق فلا، ولكن نصف صديق، قيل: فكيف انتفاعك به؟ قال: انتفاع العريان بالثوب البالي". فهل ينبغي أن نثق بأنه لا صديق، ولا من يتشبه بالصديق، ولذلك قال جميل بن مرة في الزمان الأول حين كان الدين يعانق بالإخلاص، والمروءة تتهادى بين الناس، وقد لزم قعر البيت، ورفض المجالس، واعتزل الخاصة والعامة، وعوتب في ذلك فقال: "لقد صحبت الناس أربعين سنة فما رأيتهم غفروا لي ذنباً، ولا ستروا لي عيباً، ولا حفظوا لي غيباً، ولا أقالوا لي عثرة، ولا رحموا لي عبرة، ولا قبلوا مني عذرة، ولا فكوني من أسرة، ولا جبروا مني كسرة، ولا بذلوا لي نصرة، ورأيت الشغل بهم تضييعاً للحياة، وتباعداً من الله تعالى، وتجرعاً للغيظ مع الساعات، وتسليطاً للهوى في الهنات بعد الهنات". لكن للصديق شأنا؛ حيث قال أبو حاتم السجستاني: "إذا مات لي صديق سقط مني عضوا". وقال ميمون بن مهران: "صديق لا تنفعك حياته، لا يضرك موته". وقيل: "أيدخل أحدكم يده في كم صاحبه فيأخذ حاجته من الدراهم والدنانير؟ قالوا: لا، قال: فلستم إذًا بإخوان". وقال عمر بن شبة: "التقى أخوان في الله، فقال أحدهما لصاحبه: والله يا أخي إني لأحبك في الله، فقال له الآخر: لو علمت مني ما أعلمه من نفسي لأبغضتني في الله. فقال: والله يا أخي لو علمت منك ما تعلمه من نفسك لمنعني من بغضك ما أعلمه من نفسي". وقال المدائني: "إذا ولي صديق لك ولاية، فأصبته على العشر من صداقته فليس بأخ سوء". وقال إبراهيم بن أدهم: "أنا منذ عشرين سنة في طلب أخ إذا غضب لم يقل إلا الحق فما أجده". وقال عبيد الله بن قيس الرقيات: "يستأسدون على الصديق وللعدو ثعالب". واعتل بعض إخوان الحسن بن سهل، فكتب إليه الحسن: "أجدني وإياك كالجسم الواحد، إذا خص عضوًا منه ألم عم سائره، فعافاني الله بعافيتك، وأدام لي الإمتاع بك". قال ثعلب: "كان يقال: لعداوة يحيى بن برامك أنفع لعدوه من صداقة غيره لصديقه". قال بزرجمهر: "إياك وقرناء السوء، فإنك إن عملت قالوا: رائيت، وإن قصرت قالوا: أثمت، وإن بكيت قالوا: شهرت، وإن ضحكت قالوا: جهلت، وإن نطقت قالوا: تكلفت، وإن سكت قالوا: عييت، وإن تواضعت قالوا افتقرت، وإن أنفقت قالوا: أسرفت، وإن اقتصدت قالوا: بخلت". قال أعرابي: "دع مصارمة أخيك وإن حثا التراب في فيك". وقال أعرابي لصديق له: "كن ببعضك لي حتى أكون بكلي لك". قال عثمان بن عفان: "ما ملك رفيقاً من لم يتجرع بغيظ ريقا". قال أعرابي: "أعجز الناس من قصر في طلب الإخوان، واعجز منه من ضيع من ظفر به منهم". قيل لمسور بن مخرمة الزهري: "أي الندماء أحب إليك؟ قال: لم أجد نديمًا كالحائط، إن بصقت في وجهه لم يغضب علي، وإن أسررت إليه شيئاً لم يفشه عني". قال ابن مناذر: "كنت أمشي مع الخليل فانقطع شسع نعلي فخلع نعله فقلت له: ما تصنع؟ قال: أواسيك بالحفاء!". وقال بعض السلف: "إياك وكره الإخوان، فإنه لا يؤذيك إلا من تعرف". قال أبو العتاهية: قلت لعلي بن الهيثم: "ما يجب للصديق؟ قال: ثلاث خلال: كتمان حديث الخلوة، والمواساة عند الشدة، وإقالة العثرة". قال عبد الملك بن صالح: "مشاهدة الإخوان أحسن من إقبال الزمان، وألذ من نيل الأمان، وأحلى من رضا السلطان". وقال بزرجمهر: "الإخوان كالسلاح، فمنهم من يجب ان يكون كالرمح يطعن به من بعيد، ومنهم كالسهم يرمى به ولا يعود إليك، ومنهم كالسيف الذي لا ينبغي أن يفارقك". قال ابن عباس: "إن الذباب ليقع على صديقي فيشق علي". وقال حبيب بن أبي ثابت: "ليس من الأخوة أن يسر الرجل عن أخيه الحديث". وقال أعرابي: "آخ منيعًا يكن عدوك صريعًا". وقال أعرابي: "الصاحب كالرقعة في الثوب فلينظر الرجل بما يرقعه". وقال بعض السلف: "شر الإخوان من تتكلف له". وقال بعض السلف: "روح العاقل في لقاء الإخوان". فصديقي من يحملني إذا كللت، ويصبر على إذا مللت، ويغفر لي إذا زللت، ويهديني إذا ضللت. أف لمن يواخيك. وصادفك ويصافيك. مادمت بمرأى من عينيه. وبمسمع من اذنه. فاذا غبت عنه مدة غابت مودته.وإذا زلت عنه برهة زالت محبته. ولا مرحبا بمن كان من الاصدقاء موجوداً عند الرخاء. مفقوداً عند البلاء. يميل مع الريح. ولا يرجع إلى العقد الصحيح... فيا لهفَ نفسي على خلٍ افتقدت يداي يدَه ... يا لهفَ نفسي على أخٍ كان ودي ودَّه...كان يجمعنا رباط فتناثر عقده...كان لا يفارقني سبيلاً فكيف بغول الطريق بعدَه...وكأنَّها الدنيا تأبى حبيباً تديمه فما يلوح حتى ترده...وكيف صفاءُ العيشِ للمرءِ بعدما تغيَّبَ عنه رهطُهُ وحِبُّهْ؟...يا قوم إنِّي أريد أخي هذا فمن ذا يدلني عليه حتى أرده...أخبروه عما لحقني منذ أبلاني فقده...عساه يحنو لي ويصفو وجده، قولوا له...ما زال حزينا بلقاء غيرك فطيبه فإنَّ وجهك سعده. ومن علامة الصداقة الفاضلة: ليس أن يقوم لك الرجل مُبْتَدراً، أو يلاقيك باسماً، أو يثني عليك في وجهك مسهباً ومكرراً؛ فذلك شيء يفعله كثير من الناس مع من يحملون له أشدَّ العداوة والبغضاء، وأصبح كثير منهم يعدونه من الكياسة، ويخادعون به من إذا أسمعوه مدحاً فكأنما سقوه خمراً. وربما استثقلوا من لم يسلك هذه الشعبة من النفاق، ونسبوه إلى جفاء الطبع، وقلة التدرب على الآداب الجارية في هذا العصر. وقد ذكر الأدباء للصداقة الخالصة علامات منها أن يدفع عنك وأنت غائب عنه.قال العتابي: وليس أخي مَنْ ودَّني رأيَ عينِه *** ولكن أخي من صدَّقْتهُ المغائب. ومنها أن تكون مودته في حال استغنائك عنه واحتياجك إليه سواءًا. قال الأحنف بن قيس: "خير الإخوان من إن استغنيت عنه لم يزدك في المودة، وإن احتجت إليه لم ينقصك منه". ومنها أن ينهض لكشف الكربة عنك ما استطاع كشفها، لا يحمله على ذلك إلا الوفاء بعهد الصداقة، قال بعضهم في صديق له: وكنت إذا الشدائد أرهقتني * يقوم لها وأقعد أو أقوم والألمعي يَعْرف الصداقة من نظرات العيون، ويحسها في أساليب الخطاب، ويلمحها من وراء أحرف الرسائل: والنفس تدرك من عيني محدثها * إن كان من حِزْبها أو مِنْ أعَاديها. ولله در القائل: سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا *** صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا ولله در القائل: لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِي *** مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ وأَلَـذُّ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسَامِعِـي *** صَوْتُ البَشِيـرِ بِعَـوْدَةِ الأَحْبَـابِ ولله در القائل: أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُ ولله در القائل: أُصَـادِقُ نَفْـسَ المَـرْءِ قَبْلَ جِسْمِـهِ وأَعْرِفُـهَا فِـي فِعْلِـهِ وَالتَّكَلُّــمِ وأَحْلُـمُ عَـنْ خِلِّـي وأَعْلَـمُ أَنَّـهُ مَتَى أَجْزِهِ حِلْمـاً عَلى الجَهْلِ يَنْـدَمِ ولله در القائل: فَمَا أَكْثَر الأَصْحَـابَ حِينَ تَعُـدُّهُمْ ولَكِنَّهُـمْ فِـي النَّـائِبَـاتِ قَلِيـلُ إي والله لا شيءَ في الدنيا أحبُّ لناظري من منظرِ الخلانِ والأصحابِ المتحابين في الله، ولكن أين هم؟ أين المتحابون في الله؟!!. فوالله إنَّ القلب ليحترق كمدًا. ولقد أطلت؛ لأنها نفثة مصدور وأنات مكلوم. ولا بد للمصدور أن ينفث، والمكلومٍ أن يئن؛ فقد كان كان لنا أصدقاء وإخوان نعتد بهم، فرأيت منهم من الجفاء وترك شروط الصداقة والأخوة عجائب فأخذت أعتب. ثم انتبهت لنفسي فقلت: وما ينفع العتاب، فإنهم إن صلحوا فللعتاب لا للصفاء. فهممت بمقاطعتهم، ثم تفكرت فرأيت الناس بي معارف وأصدقاء في الظاهر وإخوة مباطنين، فقلت لا تصلح مقاطعتهم. إنما ينبغي أن تنقلهم من ديوان الأخوة إلى ديوان الصداقة الظاهرة.فإن لم يصلحوا لها نقلتهم إلى جملة المعارف، وعاملتهم معاملة المعارف، ومن الغلط أن تعاتبهم. فقد قال يحيى بن معاذ: بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له اذكرني في دعائك. وجمهور الناس اليوم معارف ويندر فيهم صديق في الظاهر، فأما الأخوة والمصافاة فذاك شيء نسخ فلا يطمع فيه. وما رأى الإنسان تصفو له أخوة من النسب ولا ولده ولا زوجته. فدع الطمع في الصفا. وخذ عن الكل جانباً، وعاملهم معاملة الغرباء. وإياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود، فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره. وربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك. وقد قال الفضيل بن عياض: "إذا أردت أن تصادق صديقًا فأغضبه فإن رأيته كما ينبغي فصادقه". وهذا اليوم مخاطرة، لأنك إذا أغضبت أحداً صار عدواً في الحال. والسبب في نسخ حكم الصفا: أن السلف كان همتهم الآخرة وحدها فصفت نياتهم في الأخوة والمخالطة فكانت ديناً لا دنيا. والآن فقد استولى حب الدنيا على القلوب، فإن رأيت متملقاً في باب الدين فأخبره تقله. فالحياة الخالصة، كالصديق الخالص المخلص. يجد الإنسان من الحياة ما يحوزه ثمنا للدنيا فيحوزها ولا يجد ثمن الصديق إلا أن يبذل له ذات نفسه؛..فالأمر ليس بهين إخوتاه. فأين هو ؟!!! ابحثوا عنه؛ علكم تجدوه. والنتيجة: "كن أنت يكن لك صديقك". أو "كن صديقا ولا تطمع أن يكون لك صديق". فاللهم إنا نسألك الصبر والسلوان.
وللعبد السِّبْراتِ فيه بحث -سميته "الصداقة والصديق"- يروم الاستقصاء فيه، لكنه مطمورٌ تحت ثرى الثَّغْثَغَةِ لا زال، وما هو إلا رَنُوُّ الأمَاني. يسّر الله إتمامه.
| |
|
الصارم المسلول مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 444 تاريخ التسجيل : 14/01/2010
| موضوع: رد: ـاأرقى مايتعلم الانسان الأحد مارس 20, 2011 2:27 pm | |
|
ويكأني ارى جرحا ينزف وعينا تبكي وقلبا يئن وجوارح تنزف وصوتا مبحوحا ويكأني ارى نارا دفينة تخرج من بئر عميق لها صوت كصوت الليث اذ يزأر ينادي بأعلى صوته اين انت صديقي ولكن مايلبث الا ان يرد صدى صوته عليه ويقول لا تتعب صوتك فليس هناك امل ان يجيبك احدهم فاللهم ارزقنا الصديق الصدوق الصادق الصدٍّيق جزاك الله خيرا وبارك فيك
| |
|