أبو المعالي الرئبالي عضو نشيط
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 21/06/2010
| موضوع: فتح الباري (البولاقية) بثلاثمائة جنيه! والغدر الثلاثاء مارس 22, 2011 7:40 pm | |
| الحمد لله، وبَعْدُ: فَهَذِهِ تَعْزِيَةٌ هَاجِمَةٌ، ومَخْبَرَةٌ وَاجِمَةٌ، ألْقَتْ بعَصَاهَا، وخَذَفَتْ بحَصَاهَا؛ عَنْ رَجُلٍ قَدْ تَناهَى فِي الظُّلْمِ. ومَن لَمْ يُفرّقْ بينَ الأعالِي والأسافِلِ، وبينَ الأقاصِي والأدانِي، ومَن خَرجَ إلى ذلكَ في بابِ العِقابِ، خَرجَ إلى مِثلِه في بابِ الثَّوابِ. ولا أعلمُ نارًا أبلغُ في إحراقِ أهلِها من نارِ الغَيظِ. ومن الحزم ألا تخرج إلى العدو إلا ومعك من القوى ما يعم الفضلة التي يتيحها لك الإخراج، ولا بد أيضًا من حزم يحذرك مصارع البغي، ويخوفك ناصر المظلوم عواجلها. ولقد كنت اشفق عليه من إفراط السرور، فما ظنه بإفراط الغضب؟ فَعِنْدَهَا اضْطَرَبَ قَلَمِي في سُقُوْطٍ، وكَادَ يأخُذُني اليَأسُ والقُنُوْطُ، لَوْلا رَحَماتٌ أتَذَاكَرُهَا، وتَرْجِيْعَاتٌ أتَرَادَدُهَا، وإنَّا لله وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُوْنَ! زعموا أنَّ البازيَ قالَ للديكِ: ما في الأرض شيءٌ أقلُّ وفاءً منك، قالَ: وكيف ذاك: أخذَكَ أهلكَ بيضةً فحضَنُوك ثمَّ خرجتَ على أيديهم فأطعمُوكَ عَلَى أكفِّهم ونشأتَ بينهم حتَّى إذا كبرتَ صرتَ لا يدنو منك أحدٌ إلاَّ طرتَ هاهنا وهاهنا وضَجِجْتَ وَصِحت. وأُخِذتُ أنا من الجبال مسنّا فعلَّموني وألَّفوني ثمَّ يخلَّى عَنِّي فآخذُ صيدي في الهواء فأَجيءُ بِهِ إلى صاحبي فقال له الدِّيك: إنَّك لو رأيتَ من البُزاة في سَفافيدهم مثلَ ما رأيتُ من الدُّيُوك لكنتَ أنفَرَ منِّي. فغضى عنه العُقاب، لكن حق المساكين لن يغضى العُقاب عنه! تَرَى أَعْطَافَها تَرْمِي حَمِيمًا*كَأَجْنِحَةِ البُزَاةِ رَمَتْ نُسَالَا وَقَدْ ذَابَتْ بِنارِ الْحِقْدِ مِنْهَا*شَكَائِمُهَا فَمَا زَجَتِ الرُّوَالَا يُذِقْنَ بَنِي العُصَاةِ اليُتْمَ صِرْفًا*ويَتْرُكْنَ الجَآذِرَ والسِّخَالَا فَهُنَا؛ غَلَبَتْنِي المَغَالِبُ، ورَزَأتْنِي الرَّزَايَا، وهَمْهَمَتِ النَّفْسُ بالصُّعَدَاء، وحَشْرَجَ الصَّدْرُ بالآهَاتِ والنِّدَاءِ، يَوْمَ جَاءَ الغَدْرُ يَجُرُّ النَّفْيْرَ، ويُهَيِّجُ الزَّفِيْرَ! تَنَكَّرَ لي دَهْرِي ولَـمْ يَدْرِي أنَّنِي أعِـزُّ وأحْدَاثُ الزَّمَانِ تَهُوْنُ وبَاتَ يُرِيْنِي الخَطْبَ كَيْفَ اعْتِدَاؤُهُ وبِتُّ أُرِيْهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكُوْنُ
فتح الباري (البولاقية) بثلاثمائة جنيه! وليس ذلك فحسب بل عليه خدمات تَربُو بالتَّضعيف، فوق خدمات الطبعة "السلفية" أضعافًا قد انتهيتُ منه مع بعضهم، وقد كان اتفاقنا أن يكون لطلّاب العلم، فلما انتهى الأمر، أنكر الأمر بالكلية، ويكأن الله لا يسمعه ولا يراه! لكن الحق زاهق؛ شريطة أن تدعوا في سَحركم وقيامكم وسجودكم وركوعكم= أن يجعل قلب من أراد منع طلاب العلم من هذا الخير هواءًا، وأن يخضع للحق وإن كان مُرّا. والكتاب جاهز لأن يطبعه أمثال ... -أو غيرهما من الأفاضل وأهل الصلاح- حسبة لله، وليكسبوا منه مكسبًا يسيرا بقدر تعبهم ولا أريد منهم مالا ولا جاه. فادعوا الله أن يزلزل أركان من أراد حرمان طلّاب العلم من ذلك، وأن يفيء إلى الحقّ!. اللهم رب السموات السبع وما فيهن ورب الأرضين السبع وما فيهن أظهر الحق من عندك. فإني أعلنها على مسمع طلاب العلم. ألا ما أشدّ وقع الغدر على الصدور، ألا ما أمرّه في القلب وهو أحقر من الفجور. اللهم من أراد منع الخير من طلاب العلم؛ فامنع الخير منه حتى يؤوب. وأنا أعلم أنّي هيّجت صدور كثير من إخواننا؛ لأنّي ذكرتهم بغَدَرَاتٍ جرحتهم وقد تناسوها. ومن عنده شكوى أو تحذير من أشباه هؤلاء؛ فليأت بلا تعسّف ولا جرح ولا تسمية، وحفظ الله إخواننا ورزقهم الإنصاف وقولة الحقّ. وإلى الله المشتكى وماتزال بحلقي ألف مبكية *** من رهبة البوحِ تستحيي وتضطربُ
| |
|