أبو المعالي الرئبالي عضو نشيط
عدد المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 21/06/2010
| موضوع: خَاطِرَةٌ لِكُلِّ فَتَاةٍ نَقِيَّةٍ الخميس أبريل 21, 2011 6:12 pm | |
| P كتابِي إليكُم خططتُّه بيمينِي، وفرّغتُ له ذِهني، فمَا ظنُّكم بحاجةٍ هذا موقعُها منِّي؟ أتُراني أقبلُ العُذرَ فيها، أو أُقصِّرُ في الشّكرِ علَيها؟لقدْ حزَّ في نفسِي، وما أرُومُ سوى النّصحِ، لقدْ آنَ الأوانُ أن تفرغُوا لأنفُسِكم، ولا يخدعَنَّكُم القِيلُ والقالُ؛فإنْ أعاريتِنِي أذنًا واعيَةً ونفسًا مُراعيَةً، وقَلبًا مُتّعِظًا، ورُجوعًا عن ذَهابِه ونُزُوعًا عن هذا البابِ الذي يَقرعُه، ونُزُولاً عن الصُّعودِ الذي يَفْرعُه. فَرَشْتُ لِمودَّتِه خِوانَ صدرِي، وعقَدْتُّ عليه جَوامِعَ أَمرِي، ومَجامِعَ عُمرِي، وإنْ ركِبَ من التعالِي غيرَ مَركبِه، وذهبَ منَ التغالِي في غَيرِ مَذهبِه، أقطَعْتُه خِطَّةَ أخلاقِه، ووَلَّيتُه جانِبَ إعراضِه. وإنْ كنتُ في مُقتبَلِ السِّنِّ والعُمرِ، قدْ حَلبتُ شَطرَيِ الدَّهرِ، ورَكِبتُ ظَهرَيِ البَرِّ والبَحرِ، ولَقِيتُ وفدَيِ الخَيرِ والشَّرِّ، وصافَحتُ يدَيِ النَّفعَ والضَّرِّ، وضربتُ إبْطَيِ العُسرِ واليُسرِ، وبَلوتُ طَعمَيِ الحُلوِ والمُرِّ، ورَضِعْتُ ضَرْعِيِ العُرْفِ والنُّكرِ، فمَا تكادُ الأَيَّامُ تُرِينِي من أفعالِها غَريبًا، وتُسمِعُنِي من أحوالِها عَجيبًا، ولَقيتُ الأَفرادَ وطَرَحتُ الآحادَ فما رأيتُ أحدًا إلا ملأْتُ حافَتَيْ سَمعِه وبَصرِه، وشغَلْتُ حَيْزَيْ فِكْرِه ونَظرِه، وأثقلْتُ كَتِفَه في الحَزْنِ، وكِفَّتَه في الوَزنِ، ووَدَّ لَو بادَرَ القِرنُ صَحيفَتِي، أو لَقِيَ صَفِيحَتي، فما لي صغُرتُ هذا الصِّغَرَ في عَينِه، ومَا الَّذي أزْرَى بِي عِندَه حتَّى احتَجَبَ وقدْ قَصدتُهُ، ولَزِمَ أرضَه، وقدْ حَضَرتُه؛ كَي أُرسِلَ لَكُمْ هذا الخِطابَ. ومَا أردتُّ سوَى نصيحةٍ ترددتُ فيها كثيرًا، فحتَّى لا تُراقَ الهَوامِعُ؛ فعلتُها مع أنَّها أمضَى علَيَّ من شُواظِ النَّارِ. وفعلتُها كَي تَكُونُوا أفضلَ من ذَلكَ. بلْ أنتُم كذلكَ. هلْ من المُمكنِ أن تُخاطِبوا جِنسًا غَيرَ جِنسِكُم، وتُراسِلُوا شَبَحًا بِعلْمِكُم، وتُهاتِفُوا غُمْرًا لَيسَ من قِبَلِكُم؟! (ولو علِمتُم ما وراءَ الأَكَمةِ لَندِمْتُم).أنَا أُحَاشِيكُم أن تَجْهَلُوا عِلْمَ الفضائِلِ، أوْ تَجحَدُوا فَضائِلَ العِلْمِ، أوْ تَمْتَطُوا ظَهرَ التِّيهِ علَى أَهْلِيهِ. ولوْ كانَتْ الشُّكُوكُ تَخْتَلِجُنِي في صِحَّةِ صِدْقِكُم، وكَرِيمِ إخائِكُم، ودَوامِ عَهدِكُم، لطالَ عَتْبِي علَيكُم في تَواتُرِ كُتُبِي واحتِباسِ جَواباتِها عَنِّي؛ ولكِنَّ الثِّقةَ بِما تقَدَّمَ عِندِي تَعذِرُكُم، وتُحَسِّنُ ما يُقبِّحُه جَفاؤُكُم، إنْ جَفَوتُم لِنُصحِي إيَّاكُم، واللهُ يُدِيمُ نِعمَتَه لَكُم ولَنا بِكُم. ولولا حُسنُ الظنِّ بكُم -أعزَّكُم اللهُ- لكانَ في إغْضائِكُم عنِّي ما يَقبِضُنِي عن الطَّلبَةِ إليْكُم، ولكنْ أُمسِكُ بِرَمَقٍ منَ الرَّجاءِ عِلْمِي بِرأيكُم في رِعايَةِ الحَقِّ. أشباحٌ تَروحُ وتَجِي، وآجالٌ تُمسِي وتَغتَدِي، وأنفاسٌ تَتَقطَّعُ من دُونِها حُزنًا وأَسَفًا، وعَبَراتٌ تَتَقَطَّرُ وَجْدًا ولَهَفًا، وما عَمَدَتِ الأقدارُ إلى استِنزافِ مَدمَعٍ، ولا أرادَتْ الأيَّامُ إيلامَ مُوجَعٍ؛ إنَّما هي سُنَّةُ الخَلقِ، كَونٌ يَلِيهِ زَوالٌ، وعَقدٌ يَسبُقُه انحِلالٌ وإنَّ لكلِّ شَيءٍ أجلًا مَوقوتًا، وإنَّ لكُلِّ أجَلٍ سَببًا مَقدُورًا، وإنَّ الإنسانَ لَفِي كلِّ ذلكَ شَاهِدٌ يَسمَعُ لاهِيًا، ويُبصِرُ ساهِيًا، ولَيسَ في يَدِه أن يَستَرِدَّ ماضِيًا ولا أن يَرُدَّ آتِيًا. والحمدُ للهِ لا مُعقِّبَ لِحُكمِه، وهُوَ المَسؤولُ في إطالَةِ بقائِكُم قُرَّةً لِلعِيُونِ، وجَبرًا لِخَاطِرِ المَحزُونِ -بِمَنّهِ وكَرَمِهِ-. وما أُضيِّعُ وقتًا فِيهِ أضَعْتُه، وزَمانًا بِذكْرِه قطَعْتُه، فأَولانِي بأَنْ أذكُرَه مُجْمَلًا، وأتركَهُ مُفصَّلًا، والسلام | |
|
الصارم المسلول مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 444 تاريخ التسجيل : 14/01/2010
| موضوع: رد: خَاطِرَةٌ لِكُلِّ فَتَاةٍ نَقِيَّةٍ السبت أبريل 23, 2011 11:36 am | |
| اللهم احفظ نساء المسلمين وارزقم ازواج صالحين واصرف عنهم كيد الكائدين | |
|