زهرة الفردوس مشرف
عدد المساهمات : 1011 تاريخ التسجيل : 21/01/2010
| موضوع: جبر الخواطر الأحد أبريل 18, 2010 12:02 am | |
| جبر الخواطر بقلم / الأخت الحبيبة الأستاذة إيمان القدوسى منذ مولد الطفل وعبر رحلة حياته يتعرض للكثير من المصاعب والأزمات المعيشية والتربوية وقد يؤدي ذلك إلي متاعب نفسية تتدرج من البسيط إلي المتفاقم ، ويحدثنا الدكتور أحمد عكاشة عن النسبة المرتفعة للمرضي النفسيين في مصر الذين أصابهم الاكتئاب أو القلق أو الهوس ولأن حالتهم ليست خطيرة فهم لا يتلقون أي علاج ، ويتساءل الكثيرون كيف يتكيفون ؟ بل وكيف كان الناس يتصرفون في تلك المشكلات قبل معرفة الطب النفسي ؟ هناك سبل كثيرة تؤدي لاستعادة التوازن والسواء النفسي دون كيماويات ودون مساعدة طبية ، وهذه الطرق تفيد الجميع وليس المرضي فقط ، فكل منا يمر بأزمات وصدمات تهدد سلامه النفسي وتشعره بأنه علي وشك الانهيار وتلقائيا يلجأ لسبل النجاة . السبيل الأول : هو اللجوء للمولي عز وجل وطرق بابه المفتوح دائما في وجه من قصده ، بالدعاء والابتهال ، بالصلاة والسجود ، بالطاعة والصدقة وصلة الأرحام ، بالاستغفار والتوبة والإنابة يقول تعالي ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) الاستعانة بالله تهدئ النفس وتجبر الخاطر وتجعل المرء يشعر أنه ليس وحيدا ضعيفا منبوذا في العالم بل إنه يأوي إلي ركن شديد . كما أنها تنجي الإنسان من آفة التعجل وقلة الصبر لأنه يتوكل علي الله ويترك له الخيرة في أمره . كما أن الالتزام الديني في ذاته يبعد الإنسان عن المعاصي التي تكدر النفس وتؤذي البدن مثل ( المخدرات والمسكرات والزنا و أكل مال الناس بالباطل وقول الزور ) فيهدأ البال ويرتاح الضمير. السبيل الثاني : هو العمل والاستغراق فيه وتجويده، عندما نعمل نتخلص من فائض الطاقة ونسد باب الهواجس والقلق ونحصل علي تقدير الذات واحترامها والعمل الجاد يؤدي للنجاح وحب الناس ويجلب الرزق الحلال الذي ييسر لنا حياتنا . السبيل الثالث: هو الزواج الناجح والمودة الصافية المتبادلة من خلاله، الزواج هو العلاقة التالية في الأهمية للعلاقة بالوالدين ، فكما كنا جزءا وفرعا لأصولنا ( الأب والأم ) بعد الزواج نصبح أصلا لفروع جديدة هم الأبناء . والزواج الناجح يلبي احتياجات فطرية عميقة وهامة ويهذب الخلق ويدفع الناس لتحمل المسئولية ، كما أنه يشفي جروح الماضي ويعوض آلامه وأحزانه ، ويعيد ترتيب النفس البشرية ويخلصها من الفوضي ويساعدها علي النضج . تأتي علاقات الصداقة والجيرة والزمالة وتقديم العون للغير كعوامل مكملة لتقوية الشخصية وشفاء النفوس وجبر خاطرها . لاتسير الأمور بنا في خطوط مستيقمة متوقعة ولكنها تسير دائما في دوائر ، ينبثق ضوء الفجر من قلب الظلمة ويهبط الليل بسكونه بعد ضجيج النهار ، وكذلك نفوسنا ربما تبدأ الآلام بعد قمة الفرح أو يأتي النجاح والرضا بعد المعاناة ، وهكذا سنظل دائما نشعر بين حين وآخر بحاجتنا الملحة لجبر الخاطر ، ووقتها نلجأ لله سبحانه وتعالي ونستعين به ليمدنا بالقوة ، ثم نلتمس العون عند من نحب ليربت علي مشاعرنا الجريحة ، ونتفاني في العمل ليمتص الطاقة ويغير سوء المزاج . ولكي نبدأ دائما من جديد بكامل الطاقة والحيوية فعلينا بالعطاء المادي والنفسي ، مساعدة المحتاج والمسح علي رأس اليتيم أو علي الأقل الكلمة الطيبة لمن نتعامل معهم ، فأنت تأخذ حين تعطي وما تأخذه هو أثمن وأندر ما تحتاج . | |
|