نور عضو متميز
عدد المساهمات : 104 تاريخ التسجيل : 24/04/2010
| موضوع: اسرار السعادة الإثنين مايو 24, 2010 6:48 am | |
| [size=21]أسرار السعادة ما أجمل ديننا الإسلام! لم يأمرنا بشيء إلا وجاء العلم ليكشف عن فوائد لا تُحصى، وفي هذه المقالة الخفيفة نتعرض لشيء من فوائد التسامح علمياً وطبياً، لنقرأ.... هناك آيات تستحق التدبر والوقوف طويلاً، فالله تعالى أمرنا أن نعفوعمن أساء إلينا حتى ولو كان أقرب الناس إلينا، فما هو سر ذلك؟ ولماذا يأمرنا القرآن بالعفو دائماً ولو صدر من أزواجنا وأولادنا؟ يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [التغابن: 14].طبعاً كمؤمنين لابد أن نعتقد أن كل ما أمرنابه القرآن الكريم فيه النفع والخير، وكل ما نهانا عنه فيه الشر والضرر،فما هي فوائد العفو؟ وماذا وجد العلماء والمهتمين بسعادة الإنسان حديثاً من حقائق علمية حول ذلك؟ في كل يوم يتأكد العلماء من شيء جديد في رحلتهم لعلاج الأمراض المستعصية،وآخر هذه الاكتشافات ما وجده الباحثون من أسرار التسامح! فقد أدرك علماء النفسحديثاً أهمية الرضا عن النفس وعن الحياة وأهمية هذا الرضا في علاج الكثيرمن الاضطرابات النفسية، وفي دراسة نشرت على مجلة "دراسات السعادة" اتضح أن هناك علاقة وثيقة بين التسامح والمغفرة والعفو من جهة، وبين السعادة والرضا من جهة ثانية.فقد جاؤوا بعدد من الأشخاص وقاموا بدراستهم دراسة دقيقة، درسوا واقعهم الاجتماعي ودرسوا ظروفهم المادية والمعنوية، ووجهوا إليهم العديد من الأسئلة التي تعطيبمجموعها مؤشراً على سعادة الإنسان في الحياة.وكانت المفاجأة أن الأشخاص الأكثر سعادة هم الأكثر تسامحاً مع غيرهم! فقرروا بعد ذلك إجراء التجارب لاكتشاف العلاقة بين التسامح وبين أهم أمراض العصرمرض القلب، وكانت المفاجأة من جديد أن الأشخاصالذين تعودوا على العفو والتسامح وأن يصفحوا عمنأساء إليهم هم أقل الأشخاص انفعالاً.وتبين بنتيجة هذه الدراسات أن هؤلاء المتسامحون لايعانون من ضغط الدم، وعمل القلب لديهم فيه انتظام أكثرمن غيرهم، ولديهم قدرة على الإبداع أكثر، وكذلك خلصتدراسات أخرى إلى أن التسامح يطيل العمر، فأطول الناسأعماراً هم أكثرهم تسامحاً ولكن لماذا؟لقد كشفت هذه الدراسة أن الذي يعود نفسه على التسامح ومع مرور الزمن فإن أي موقف يتعرض له بعد ذلك لايحدث له أي توتر نفسي أو ارتفاع في ضغط الدم مما يريح عضلة القلب في أداء عملها، كذلك يتجنب هذا المتسامح الكثير من الأحلام المزعجة والقلق والتوتر الذي يسببه التفكير المستمر بالانتقام ممن أساء إليه.ويقول العلماء: إنك لأن تنسى موقفاً مزعجاً حدث لك أوفربكثير من أن تضيع الوقت وتصرف طاقة كبيرة من دماغكللتفكير بالانتقام! وبالتالي فإن العفو يوفر على الإنسانالكثير من المتاعب، فإذا أردت أن تسُرَّ عدوك فكِّر بالانتقاممنه، لأنك ستكون الخاسر الوحيد!!! بينت الدراسات أن العفو والتسامح يخفف نسبة موت الخلايا العصبية في الدماغ، ولذلك تجد أدمغة الناس الذينتعودوا على التسامح وعلى المغفرة أكبر حجماً وأكثرفعالية، وهناك بعض الدراسات تؤكد أن التسامح يقويجهاز المناعة لدى الإنسان، وبالتالي هو سلاح لعلاجالأمراض!وهكذا يا أحبتي ندرك لماذا أمرنا الله تعالى بالتسامح والعفو، حتى إن الله جعل العفو نفقة نتصدق بها على غيرنا! يقول تعالى:(وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ كُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)[البقرة: 219]. وطلب منا أن نتفكر في فوائد هذا العفو، ولذلك ختم الآية بقوله:(لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) فتأمل!بسبب الأهمية البالغة لموضوع التسامح والعفو إن الله تبارك وتعالى قد سمى نفسه (العفوّ) يقول تعالى:(إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَكَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء: 149].وقد وجد بعض علماء البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل منهج لتربية الطفل السويهو التسامح معه!! فكل تسامح هو بمثابة رسالة إيجابية يتلقاها الطفل، وبتكرارها يعود نفسه هو على التسامح أيضاً، وبالتالي يبتعد عن ظاهرة الانتقام المدمرة والتي للأسفيعاني منها اليوم معظم الشباب!ولذلك فقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم، بالطبع كل مؤمن رضي بالله رباً وبالنبيرسولاً، أمر بأخذ العفو، وكأن الله يريد أن يجعل العفو منهجاً لنا، نمارسه في كل لحظة، فنعفو عن أصدقاءنا الذين أساؤوا إلينا، نعفو عن زوجاتنا وأولادنا، نعفو عن طفل صغيرأو شيخ كبير، نعفو عن إنسان غشنا أو خدعنا وآخر ستهزأ بنا... لأن العفو والتسامح يبعدك عن الجاهلين ويوفر لك وقتك وجهدك، وهكذا يقول تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199].ومن روائع القصص النبوي الشريف أن رجلاً لم يعمل فيحياته حسنة قط!! تأملوا هذا الرجل ما هو مصيره؟ إلا أنهكان يتعامل مع الناس في تجارته فيقول لغلامه إذا بعثه لتحصيل الأموال: إذا وجدتَ معسراً فتجاوز عنه لعل الله أنيتجاوز عني، فلما مات تجاوز الله عنه وأدخله الجنة،سبحان الله! ما هذا الكرم الإلهي، هل أدركتم كم نحن غافلون عن أبواب الخير، وهل أدركتم كم من الثواب ينتظرنا مقابل قليل من التسامح؟وأخيراً أخي المؤمن، هل تقبل بنصيحة الله لك؟؟! ذا أردت أن يعفو الله عنك يوم القيامة عن البشر في الدنيا! يقول تعالى مخاطباً كل واحد منا:(وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) النور: 22]. [/size] | |
|