الهدى مشرف
عدد المساهمات : 180 تاريخ التسجيل : 18/11/2010
| موضوع: القائم على حدود الله والواقع فيها الجمعة نوفمبر 26, 2010 2:02 am | |
| القائم على حدود الله والواقع فيها عن النعمان بن بشير رضى الله عنهما عن النبى ( صلى الله علية وسلم ) أنه قال : " مثل القائم فى حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة , فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها , فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم , فقالوا : لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا , فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا , وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا " رواه البخارى .
الشــــــــــــــرح
إن القائم على حدود الله هو المراقب لها , بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر , وإن الواقع فيها هو الذى ترك الأمر بالمعروف , وارتكب المنكر ومثل هذين كمثل قوم اقترعوا على سفينة مشتركة بينهم تنازعوا فى الإقامة فيها ,بين المكان الأعلى , والمكان الأسفل فأصاب بعضهم عن طريق القرعة أعلى السفينة , وأصاب البعض الآخر أسفلها , فكان الفريق الذى فى أسفل السفينة إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم , وفى رواية : " فكان الذين فى أسفلها يمرون بالماء على الذين فى أعلاها فتأذوا به " فقالوا : لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقا ولم نؤذ – أى لم نضر – من فوقنا , فإن تركوهم وما أرادوا من الخرق فى نصيبهم هلكوا جميعا , وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعا . وهكذا الحال بالنسبة لإقامة الحدود تحصل بها النجاة لمن أقامها , ولمن أقيمت عليه , وأما إذا لم تقم فإن العاصى يهلك بمعصيته , وإن الساكت عن المنكر يهلك بسكوته , لأنه راض على المعصية مقر بوضعها . وفى هذا التوجيه النبوى الحكيم إرشاد للمجتمع الإسلامى أن ينشد أفراده الخير لأنفسهم ولإخوانهم , ويحققوا خيريتهم على الأرض , أمرا بالمعروف , ونهيا عن المنكر , وإيمانا بالله قال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) . وقد بينت السنة الشريفة مراتب النهى عن المنكر وتغيره , وأنها تبدأ أولا باليد ثم باللسان ثم بالقلب , قال ( صلى الله عليه وسلم ) :" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم وهذه المرتبة الأخيرة تظهر حين يغضب المسلم لغضب الله , فيناى عن مرتكب المنكر ويزدريه من قلبه , فإنه يرى حينئذ أنه أصبح منعزلا فيستشعر ذنبه , ويكون للرأى العام هنا أثره فى إصلاحه وتغيير المنكر بالنسبة له . أما إن سكت أفراد المجتمع عن المنكر , وتركوه يستشرى فيهم وتنتقل عدواه من شخص لآخر , فإنه سيترتب على ذلك هلاك العاصين والصالحين معا , أما العاصون فيهلكون بعصيانهم , وأما الصالحون فبسكوتهم , قال الله تعالى : ( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ) و إن عدم القيام بالنهى عن المنكر ذنب كبير , يصبح به صاحبه ملعونا مطرودا من رحمة ربه . قال الله تعالى : ( لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان دواد وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون )
ويستفاد من هذا الحديث ما يأتى
1- توضيح الأمور المعنوية بالمحسوسة لتقريبها إلى المعقول . 2- صحة إجراء القرعة فيما يختلف الناس فيه من أمور . 3- مسئولية الفرد والجماعة والأمة فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كما قال تعالى ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) 4- شدة خطر المنكر , وما يترتب عليه من عواقب وخيمة تشمل الصالح والطالع إذا ترك المنكر دون مقاومة , ولم يأخذ الناس على أيدى أصحابه . عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال : يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وإنى سمعت رسول الله ( صلى الله علية وسلم ) يقول ( إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) رواهأبو داود والترمذى . 5- ينبغى على المسلم أن يصبر على أذى جاره إذا خيف وقوع ما هو اشد ضرراً . 6- جواز أن يقسم العقار المتفاوت عن طريق القرعة . قال ابن بطال : والعلماء متفقون على القول بالقرعة إلا الكوفيين فإنهم قالوا : لا معنى لها , لأنها تشبه الأزلام التى نهى الله عنها . | |
|
الصارم المسلول مدير عام المنتدى
عدد المساهمات : 444 تاريخ التسجيل : 14/01/2010
| |
زهرة الفردوس مشرف
عدد المساهمات : 1011 تاريخ التسجيل : 21/01/2010
| موضوع: رد: القائم على حدود الله والواقع فيها الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 11:24 pm | |
| | |
|