الهدى مشرف
عدد المساهمات : 180 تاريخ التسجيل : 18/11/2010
| موضوع: [b]اليقيـــن[/b] السبت ديسمبر 18, 2010 1:06 am | |
| اليقيـــــــــن ماذا يعنى اسم الله الوكيل ؟ الوكيل .. هو الذى يتصرف برحمة فى شئون عباده بما يصلحهم ولا يفسدهم . قد يبدو تعريفا أكاديميا نظريا ولكن أيها الأخوة هذا هو الحاصل فعلا فى واقع البشر , وهذا هو فعل الله تبارك وتعالى بالناس , فهو يتصرف برحمته فى شئون عباده ولا يضيعهم . لذلك لا يصدر عنه سبحانه شر لك أبدا , فكل أفعاله لك خير , حتى ولو كان ظاهرها مصائب . هل رأيت أحدا وكل أحدا فضيعه ؟ فكيف يوكله إذن ؟ فالوكيل لا يضيع عباده أبدا . وهذا اليقين لا بد أن يكون راسخا داخلنا لذلك فعندما ننظر إلى النبى " صلى الله علية وسلم " نجده يدعو كل ليلة ويقول : " لبيك ربى وسعديك والخير كله إليك والشر ليس إليك " لا يأتى من عندك غير الخير ولعل هذا يفسر لنا كيف تحدث لنا مصائب كذا وكذا ثم نجد فى آخرها خيرا لنا , فمثلا قد يبتلى أحد الناس بأن يموت ابنه , وهو يرى أن هذا الابن لو كان عاش لاقترف من الذنوب والمعاصى ما يجعله من أهل النار , ولكن بموته يضاعف أبواه طاقتهما فى العبادة فيرضى الله عنهما ويلحق الابن بهما فى جنة الفردوس وهو راض عن الأسرة كلها .. هم يظنون أن الله أراد بهما الشر لكنه والله ما أراد بهما إلا خيرا . هذا مثال بسيط حتى نفهم منه أن الوكيل لا يمكن أن يضيع عباده ولا يمكن أن يؤدى بهم إلى الشر . وحتى نفهم أيها الأخوة كيف نتوكل على الله , اضرب لكم مثالا طريفا . هل ذهبت إلى الشهر العقارى من قبل ؟ بالطبع ذهبت ومن المؤكد أنك قمت بعمل توكيل لأى شخص وأنت تقوم بتوقيع عقد التوكيل هل شككت لحظة فيمن توكله ؟ بالطبع لا وإلا ما كنت توكله من البداية لا بد أنك وقعت وأنت فى منتهى الثقة . فلماذا لا نوقع مثل هذا العقد مع الله سبحانه وتعالى ؟ لماذا لا نوكله ؟ ونقول له ألقينا عليك بشؤنا ياوكيل , فأنت مسؤل عن حياتنا . • إذا أردت أن تتعلم التوكيل حقيقة فانظر إلى .. قصة هجرة النبى " صلى الله عليه وسلم " التى تظهر لنا حقيقة التوكيل والأخذ بالأسباب . فقد أخذ النبى " صلى الله عليه وسلم " فى الهجرة بإحدى عشر وسيلة من أسباب الدنيا فلم يترك شيئا من التخطيط السليم إلا فعله . يخرج من بيته فى وقت متأخر من الليل حتى لا يشعر به الكفار . ثم يذهب إلى بيت أبى بكر فى منتصف النهار . حيث يقول أبو بكر ( جاءنا فى وقت لم نعهد أن يأتينا فيه ) وذلك حتى يضلل قريشا , ويخبر النبى " صلى الله عليه وسلم " أبا بكر بأمر الهجرة قيخرجان من كوة فى مؤخرة البيت ( الباب الخلفى للبيت ) , ثم يسلكان طريق الجنوب – رغم أن المدينة باتجاه الشمال – حتى لا يعثر عليهما المشركون الذين يمسحون طريق الشمال الى المدينة , ثم يمكثان فى غار ثور ثلاثة أيام زيادة فى التمويه والاحتياط . وياتيهما عبد الله ابن أبى بكر بأخبار قريش . وتأتيهما أسماء بنت أبى بكر بالطعام والشراب . انظر إلى التخطيط السليم . فلن يتخيل أحد من قريش أن امرأة حتى ولو كانت بنت أبى بكر وأيضا لا يمكن أن يتخيلوا ذلك لأنها كانت حاملا فى سبعة أشهر . أرأيتم كيف يكون تخطيط المتوكل ؟ وماذا عن آثار الأقدام ؟؟ يرسل أبو بكر راعى غنمه " عبد الله بن فهيرة " فيمر بغنمه كل يوم على الطريق الذى تمشى فيه أسماء وكأنه يرعى الغنم فلا يشك به أحد . ولكن . بعد كل هذا التخطيط هل وصل الكفار إليهما أم لا ؟ نعم وصلوا . ألم يصلوا حتى باب الغار ..؟ وكأنك تقول داخلك ألم يكن من المنطقى بعد كل هذا التخطيط ألا يصلوا إليهما ؟ لا .. هذا بمنطق البشر ولكن بمنطق الوكيل أراد سبحانه لأأن يصلوا إليهما حتى يعلم النبى " صلى الله عليه وسلم " ويعلمنا جميعا معنى التوكل على الله , وأن الأخذ بالأسباب واجب ولكن من قال بأن الأسباب هى التى تنجى . ويصل المشركون أمام الغار ويقول أبو بكر لرسول الله " صلى الله عليه وسلم " " لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا " ويرد النبى " صلى الله عليه وسلم " " ما بالك باثنين الله ثالثهما , لا تحزن إن الله معنا " هذا هو معنى التوكل الذى يجب أن نتعلمه والذى يجب أن يرسخ فى نفوسنا , بدلا من الاكتئاب الذى سيطر على الشباب فى سن العشرين خوفا من المستقبل . توكل على الله وخذ بالأسباب , فبهذه البساطة تحل كثير من المشاكل . | |
|
زهرة الفردوس مشرف
عدد المساهمات : 1011 تاريخ التسجيل : 21/01/2010
| موضوع: رد: [b]اليقيـــن[/b] الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 9:48 pm | |
| | |
|